## دورٌ حاسمٌ للوالدين في رحلة علاج اضطرابات الأكل
المصدر: Ben White/unsplash
يُعدّ فهم الطبيعة المُعقّدة لاضطرابات الأكل، إلى جانب تعزيز التواصل الأسري المفتوح، من أهمّ دعائم دعم رحلة التعافي. فالتواصل الصادق والمُحب هو جسر العبور من أجل مساعدة الطفل الذي يعاني من اضطراب الأكل. فمن خلال خبرتي كطبيب، أؤكد على أهمية دور الأسرة في علاج الشباب الذين يُقيّدون أنفسهم بأنماط غذائية ضارّة، تُفضي بهم إلى معاناةٍ جسديةٍ ونفسيةٍ مُضنية.
إنّ دور الأسرة لا يقتصر على كونه مُجرّد عامل مُساعد، بل هو حجر الزاوية في رحلة العلاج. ففي مرحلة الطفولة والمُراهقة، يكون النموّ العصبيّ للأطفال في طور التكوين، وتُصبح التغيرات العصبية الناجمة عن اضطراب الأكل أكثر حدّة. لذا، يُصبح وجودُ نماذج سليمة من البالغين أمراً بالغ الأهمية.
المصدر: August de Richelieu/Pexels
وغالبًا ما يكون الآباء والأمهات في أفضل موقفٍ لمُلاحظة سلوكيات اضطراب الأكل والتعامل معها. فعندما يُواجه الأطفال تحدياتٍ تتعلق بعاداتهم الغذائية وانطباعهم عن أجسادهم، فإنّ العلاقة بينهم وبين والديهم قد تتأثر وتحتاج إلى إعادة بناء.
وعلى الرغم من أهمية مشاركة كلا الوالدين في جلسات العلاج، إلا أن الدراسات تُشير إلى وجود فجوةٍ بين مشاركة الأمهات والآباء، حيث تميل الأمهات إلى الحضور بشكلٍ أكبر. ويرجع ذلك جزئيًا إلى التوقعات المجتمعية التي تُحمّل الأمهات مسؤولية رعاية الأطفال بشكلٍ أكبر.
ولا يَعني ذلك بأي حالٍ من الأحوال تقليل دور الآباء أو غيابهم. فقد أصبح مفهوم الأبوة المُشتركة أكثر انتشارًا، وأصبح الآباء يُشاركون بشكلٍ أكبر في مختلف جوانب رعاية أطفالهم. فعلى سبيل المثال، يُعدّ إعداد الطعام من الأدوار التي أصبح الآباء يُشاركون فيها بشكلٍ أكبر، وهو أمرٌ في غاية الأهمية في علاج اضطرابات الأكل، حيث يُركّز العلاج على تطبيع تناول الطعام وخلق علاقةٍ صحيةٍ معه.
إنّ رحلة علاج اضطرابات الأكل هي رحلةٌ شاقةٌ تتطلب تضافر جهود جميع أفراد الأسرة. فبدعمٍ مُستمرٍ وتواصلٍ مفتوحٍ وتعاونٍ وثيقٍ بين الوالدين والمُختصين، يمكن للطفل أن يتجاوز هذه المرحلة ويستعيد حياته بشكلٍ طبيعيّ.