## أزمة عالمية صامتة: كيف نحمي أدمغتنا من شبح الخرف؟
يشهد العالم اليوم تزايدًا مُقلقًا في حالات الخرف، ذلك المرض الذي يُهدد كبار السن بفقدان قدراتهم العقلية تدريجيًا. فمع ازدياد متوسط العمر المتوقع، يُصبح شبح الخرف أكثر حضوراً، مُهدداً بتحويل حياة ملايين البشر إلى معاناة صامتة.
تُشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى وجود أكثر من 55 مليون شخص حول العالم يعانون من الخرف، ومن المُتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 139 مليون شخص بحلول عام 2050. وتُصنف منظمة الصحة العالمية الخرف كسابع مُسبب رئيسي للوفاة على مستوى العالم، مُسلطّة الضوء على خطورة هذه الأزمة الصحية المُتزايدة.
## ما هو الخرف؟ وما هي أبرز عوامله؟
يُعرف الخرف بأنه اضطراب مُزمن يُصيب الدماغ ويؤدي إلى تدهور تدريجي في الوظائف الإدراكية، مثل الذاكرة، والتفكير، والسلوك. ولا يُعتبر الخرف مرضًا مُحددًا بحد ذاته، بل مُتلازمة ناتجة عن تلف خلايا الدماغ، والتي قد تنجم عن أمراض مُختلفة مثل مرض الزهايمر.
وحددت دراسة نُشرت في مجلة لانسيت 12 عامل خطر رئيسي للإصابة بالخرف، منها ارتفاع ضغط الدم، والتدخين، والسمنة، وقلة النشاط البدني، والاكتئاب، والتعرض لإصابات الرأس.
وتُشير الدراسة إلى أن هذه العوامل تُساهم بنسبة 40% من حالات الخرف حول العالم، مُؤكدة على أهمية التدخل المُبكر لتغيير العادات غير الصحية للحد من خطر الإصابة.
## كيف نحمي أنفسنا من شبح الخرف؟
على الرغم من عدم وجود علاج شافٍ للخرف حتى الآن، إلا أن العديد من الدراسات أكدت إمكانية الوقاية منه أو تأخير ظهوره من خلال إتباع نمط حياة صحي.
ويُشدد الخبراء على أهمية ممارسة الرياضة بانتظام، وتناول الغذاء الصحي الغني بالخضروات والفواكه، بالإضافة إلى الحصول على قسط كافٍ من النوم، والحفاظ على نشاط عقلي واجتماعي.
كما يُنصح بضرورة السيطرة على أمراض ضغط الدم والسكري، والكشف المُبكر عن أي مشاكل صحية قد تُؤثر على صحة الدماغ.
## دعم مُقدمي الرعاية
لا يقتصر تأثير الخرف على المُصابين به فقط، بل يمتد ليشمل أفراد أسرهم ومُقدمي الرعاية لهم. فمُتابعة شخص عزيز يفقد قدراته العقلية تدريجيًا تُعتبر من أصعب التجارب التي قد يمر بها الإنسان.
لذا، من الضروري توفير الدعم النفسي والاجتماعي لمُقدمي الرعاية، وتثقيفهم حول كيفية التعامل مع المُصابين بالخرف، وتقديم الخدمات اللازمة لهم لتخفيف العبء الذي يقع على عاتقهم.
إن التوعية بمرض الخرف و نشر المعلومات الصحيحة حوله يُساهم بشكل كبير في الوقاية منه وتقليل انتشاره. فلنعمل معًا من أجل مستقبل أفضل لنا ولأحبائنا، خالٍ من شب