## التنظيم الذاتي عند الأطفال: رحلة تبدأ معك
شارك في تأليف هذا المقال سارة ماكلولين، أخصائية اجتماعية مرخصة
هل سبق لك أن شاهدت طفلاً صغيراً ينفجر غضباً بسبب لعبة مكسورة أو حلوى ممنوعة؟ إنها لحظات تُظهر لنا بوضوح أن ضبط النفس ليس بالفطرة، بل هو مهارة تُصقل مع مرور الزمن. يبدأ الأطفال في تعلم ضبط النفس في عمر 3-4 سنوات، وتستغرق هذه العملية سنوات طويلة حتى يصبحوا قادرين على التحكم بمشاعرهم بشكل مستقل.
لكن هل تعلم أن مفتاح هذه المهارة يكمن فيك أنت؟
أثبتت الدراسات أن صحة الأطفال النفسية و قدرتهم على تنظيم مشاعرهم ترتبط ارتباطاً وثيقاً بصحة و سلوكيات مقدمي الرعاية. فعندما يكون الوالدان أو المعلمون قادرين على التحكم بمشاعرهم و ضبط انفعالاتهم، فإنهم يصبحون بذلك قدوة يُحتذى بها للأطفال.
أكدت دراسة حديثة أجراها لوبو ولونكنهايمر عام 2020 أن التفاعلات الإيجابية بين مقدمي الرعاية والأطفال تساهم بشكل كبير في تنمية مهارات التنظيم الذاتي لديهم. فعندما يتعامل الكبار مع غضب الطفل بهدوء و تفهم، فإنهم بذلك يُعلمونه كيفية التعامل مع مشاعره السلبية بطريقة صحية.
ولكن كيف يمكننا كآباء و مربين أن نساعد أطفالنا على اكتساب هذه المهارة الحياتية الهامة؟ إليك بعض النصائح التي قد تفيدك:
- توقعات واقعية: تذكر أن الأطفال الصغار لا يمتلكون القدرة على ضبط النفس بشكل كامل، فهم لا يستطيعون تذكر القواعد دائماً أو فهم عواقب أفعالهم. لذا، كن صبوراً و لا تتوقع منهم المعجزات.
- التعاطف و التحقق من المشاعر: عندما يكون طفلك غاضباً أو حزيناً، أخبره أنك تتفهم مشاعره. استخدم عبارات مثل “أعلم أنك مستاء لأنك لم تحصل على ما تريد” أو “أرى أنك حزين لأن لعبتك انكسرت”.
- الوضوح و الإيجاز: عندما تكون تهدئة طفلك، تجنب إلقاء المحاضرات الطويلة. استخدم كلمات بسيطة و واضحة مثل “لا تضرب” أو “اهدأ”.
- علمهم كيفية تهدئة أنفسهم: شجع طفلك على ممارسة تمارين التنفس العميق أو احتضان دُمية محببة عندما يكون منزعجاً.
- خذ قسطاً من الراحة: في بعض الأحيان، قد يكون من الأفضل لك ولطفلك أخذ قسط من الراحة لتهدئة الأعصاب.
تذكر أنك بمثابة الملاذ الآمن لطفلك. فعندما يشعر بالأمان و الحب، سيتمكن من التغلب على التحديات و تطوير مهاراته بثقة.