التأثيرات النفسية لوسائل التواصل الاجتماعي: سلاح ذو حدين
هل السعادة على مواقع التواصل الاجتماعي حقيقية؟ دراسة جديدة تكشف العلاقة المعقدة بين استخدامنا لمنصات التواصل ورفاهيتنا النفسية
في عصرٍ تُهيمن فيه منصات التواصل الاجتماعي على حياتنا، يطرح سؤالٌ جوهريّ نفسه بإلحاح: هل نحن حقًا أكثر سعادةً بفضلها؟
تُلقي دراسةٌ حديثةٌ نُشرت في مجلة “هيليون” الضوء على هذه العلاقة المُعقدة بين استخدامنا المتزايد لتطبيقات مثل فيسبوك، وإنستغرام، وتيك توك، وبين شعورنا بالرضا عن ذواتنا وحياتنا.
اللافت للنظر أنَّ الدراسة لم تُؤكد العلاقة المُباشرة بين مُدة استخدامنا لهذه المنصات ومستوى سعادتنا. بمعنى آخر، قضاء ساعات طويلة على هاتفك لا يعني بالضرورة أنك ستكون أكثر أو أقل سعادة.
تكمن المُفاجأة في أنَّ الدراسة تُشير إلى أنَّ تأثير منصات التواصل الاجتماعي على سعادتنا يعتمد بشكلٍ كبير على كيفية استخدامنا لها. فبينما يُمكن أن تُساهم في تعزيز شعورنا بالانتماء والدعم الاجتماعي، إلا أنها قد تُغذي في الوقت ذاته مشاعر المقارنة السلبية وتُضعف من تقديرنا لذواتنا.
كيف تُؤثر منصات التواصل الاجتماعي على سعادتنا؟
أجرى الباحثون تحليلًا تلويًا شمل 73 دراسة سابقة ضمت أكثر من 100,000 مشارك لفهم هذه العلاقة المُعقدة.
النتائج الرئيسية:
- الدعم الاجتماعي هو المفتاح: أظهرت الدراسة أنَّ استخدام منصات التواصل الاجتماعي لبناء علاقات حقيقية وتلقي الدعم من المُحيطين يُمكن أن يُعزز من شعورنا بالسعادة والرضا عن الحياة.
- حذارِ من فخ المقارنة: على الجانب الآخر، حذرت الدراسة من مخاطر الانجرار وراء الصور المُثالية التي تُغذيها منصات التواصل الاجتماعي. فالمُقارنة المُستمرة بين حياتنا وحياة الآخرين -التي غالبًا ما تكون مُنمقة ومُصطنعة- قد تُؤدي إلى مشاعر سلبية تُضعف من تقديرنا لذواتنا وتُفقدنا الشعور بالسعادة.
- العامل الثقافي يلعب دورًا: أشارت الدراسة إلى أنَّ تأثير منصات التواصل الاجتماعي على السعادة يختلف باختلاف الثقافات. ففي الثقافات الشرقية التي تُركز على العلاقات الاجتماعية، لوحظ أنَّ استخدام هذه المنصات يرتبط بشكلٍ أكبر بشعور إيجابي بالسعادة مقارنةً بالثقافات الغربية.
نصائح للاستخدام الإيجابي لمنصات التواصل الاجتماعي:
- ركز على بناء علاقات حقيقية: استخدم هذه المنصات للتواصل مع الأشخاص الذين تُحبهم وتُقدرهم، ولتعزيز علاقاتك الاجتماعية الحقيقية.
- تجنب فخ المُقارنة: تذكر أنَّ ما تراه على منصات التواصل الاجتماعي غالبًا ما يكون مُنمقًا ومُصطنعًا. ركز على رحلتك الخاصة وأهدافك الشخصية.
- حدد وقتًا مُحددًا لاستخدامها: لا تدع منصات التواصل الاجتماعي تُسيطر على وقتك. حدد وقتًا مُحددًا لاستخدامها يوميًا والتزم به.
- ركز على المحتوى الإيجابي: اتبع الصفحات والحسابات التي تُلهمك وتُضيف قيمةً إيجابيةً لحياتك.
في الختام، تُذكرنا