رحلة المراهقة: كيف نساعد أبناءنا على اجتياز عواصف المشاعر؟
يُنظر لمرحلة المراهقة غالبًا على أنها دوامة من العواطف المتقلبة، حيث تتلاطم أمواج الغضب والحزن والقلق لتُشكّل تحديًا حقيقيًا للمراهقين والأهل على حد سواء. فكيف نفهم هذه المرحلة الدقيقة ونُساعد أبناءنا على اجتيازها بسلام؟
يُعد فهم طبيعة المشاعر التي تنتاب المراهقين مفتاحًا أساسيًا لدعمهم وتوجيههم. علينا أن ندرك أن التقلبات العاطفية جزء طبيعي من رحلة النمو والتطور من الطفولة إلى الرشد. فالمراهق يمر بتغيرات جسدية ونفسية هائلة، تجعله عرضةً لمشاعر متضاربة من الحيرة والغضب والحزن والقلق.
وتُشير الإحصائيات إلى أن 10-20% من المراهقين حول العالم يعانون من مشاكل الصحة النفسية، مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات المزاج. لذا، يجب على الأهل أن يكونوا على دراية بأعراض هذه المشاكل، ليتمكنوا من تقديم الدعم اللازم لأبنائهم في الوقت المناسب.
كيف ندعم أبناءنا في المنزل؟
- التواصل المفتوح: خلق بيئة منزلية آمنة تُشجع المراهق على التعبير عن مشاعره وأفكاره بحرية ودون خوف من الانتقاد.
- الاستماع الفعال: الاستماع باهتمام وتعاطف لمشاعر المراهق، وتأكيد فهمنا لها دون إصدار أحكام مُسبقة.
- التشجيع على ممارسة الأنشطة الصحية: مثل ممارسة الرياضة، وتمارين التأمل، والهوايات المُفضلة، فهي تُساعد على تنظيم المشاعر وتخفيف التوتر.
- تنمية مهارات التأقلم: تزويد المراهق بالمهارات اللازمة للتعامل مع التحديات، مثل مهارات حل المشكلات، والتواصل الفعال، والتحكم بالغضب.
متى نلجأ للمساعدة المتخصصة؟
عندما تؤثر المعاناة النفسية على حياة المراهق اليومية، أو علاقاته، أو تحصيله الدراسي، فقد حان الوقت لطلب المساعدة من مُختصّ في الصحة النفسية.
يُمكن للمعالجين النفسيين والمُستشارين المُختصين تقديم الدعم والتوجيه اللازم لمساعدة المراهق على إدارة مشاعره وتطوير آليات صحية للتأقلم.
ختامًا، تُعدّ مرحلة المراهقة رحلة مُثيرة ومليئة بالتحديات، ولكنها فرصة للنمو والتطور. وبدعمنا وفهمنا، نستطيع مساعدة أبنائنا على اجتياز هذه المرحلة بنجاح ليُصبحوا أفرادًا أسوياء وأقوياء.