اضطراب الوسواس القهري (OCD): الأعراض والمزيد
الهواجس والأفعال القهرية: عندما تُصبح الأفكار أفعالًا مُرهقة
يُعرف اضطراب الوسواس القهري بأنه حالة صحية عقلية تُؤثّر على ملايين الأشخاص حول العالم. يتمثل هذا الاضطراب في أفكار ومخاوف متكررة وغير مرغوب فيها (هواجس) تُؤدي إلى سلوكيات متكررة (أفعال قهرية) يشعر الشخص المصاب بأنه مُجبر على القيام بها لتخفيف التوتر والقلق الناتج عن تلك الأفكار.
انتشار اضطراب الوسواس القهري
تُشير الإحصائيات إلى أن نسبة تتراوح بين 1% و 3% من سكان العالم يُعانون من اضطراب الوسواس القهري، ويُصيب هذا الاضطراب الشباب في مُقتبل العمر، حيث تظهر الأعراض غالبًا في الفترة العمرية بين 18 و 29 عامًا.
كيف يُمكن أن يُؤثّر اضطراب الوسواس القهري على حياة المُصاب؟
قد يُعاني الشخص المُصاب باضطراب الوسواس القهري من:
- أفكار ومخاوف مُتكررة: تتمثل هذه الأفكار في صور أو رغبات أو أفكار مزعجة وغير مرغوب فيها يشعر الشخص بعدم قدرته على السيطرة عليها.
- الشعور بالقلق والانزعاج: قد يُعاني الشخص من مشاعر الخوف أو الاشمئزاز أو الشك، مع اعتقاد قوي بأن الأمور يجب أن تتم بطريقة مُحددة لتجنب العواقب السيئة.
- السلوكيات القهرية: يقضي الشخص المُصاب وقتًا طويلًا في التركيز على الهواجس ومُحاولة السيطرة عليها من خلال سلوكيات قهرية مُتكررة، مما يُؤثّر سلبًا على حياته الشخصية والاجتماعية والمهنية.
هل يُصنّف اضطراب الوسواس القهري كنوع من اضطرابات القلق؟
في السابق، صنّف الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-IV) اضطراب الوسواس القهري كنوع من اضطرابات القلق. لكن في النسخة المُحدثة (DSM-5)، تم إعادة تصنيفه ضمن فئة مُنفصلة تُسمى “اضطراب الوسواس القهري والاضطرابات ذات الصلة”. تضم هذه الفئة أيضًا حالات أُخرى مثل الاكتناز واضطراب تشوه الجسم.
أنواع اضطراب الوسواس القهري
يُمكن أن يُصيب اضطراب الوسواس القهري الأشخاص بطرق مُختلفة. ووفقًا لجمعية الوسواس القهري في المملكة المتحدة، يُمكن تصنيفه إلى خمسة أنواع رئيسية:
- الاهتمام بالفحص: يشعر الشخص المُصاب بحاجة مُلحة للتحقق من الأشياء بشكل مُتكرر، مثل فحص الأقفال والنوافذ للتأكد من إغلاقها، أو فحص الأجهزة الكهربائية للتأكد من إطفائها، أو حتى فحص جسده بحثًا عن علامات المرض.
- مخاوف التلوث: يُعاني الشخص من خوف مُستمر من الجراثيم والتلوث، مما يُؤدي إلى غسل اليدين بشكل مُفرط، وتنظيف المنزل بشكل مُتكرر، وتجنب الاتصال الجسدي مع الآخرين.
- الاكتناز: يجد الشخص صعوبة بالغة في التخلص من ممتلكاته، حتى لو كانت قديمة أو عديمة الفائدة، مما يُؤدي إلى تراكمها بشكل مُزعج.
- الأفكار الدخيلة: تتمثل هذه الحالة في أفكار ومخاوف سلبية ومُزعجة تتسلل إلى عقل الشخص بشكل مُتكرر، مثل أفكار عن إيذاء النفس أو الآخرين، أو أفكار جنسية غير مرغوب فيها.
- التناسق والنظام: يشعر الشخص بحاجة مُلحة لترتيب الأشياء بطريقة مُحددة، ويُصاب بالقلق والانزعاج الشديد إذا لم تكن الأشياء في مكانها الصحيح.
الهواجس والأفعال القهرية: دورة مُرهقة
يُمكن أن يُؤثّر اضطراب الوسواس القهري بشكل كبير على حياة المُصاب، حيث تُؤدي الهواجس إلى القلق والتوتر، في حين تُصبح الأفعال القهرية وسيلة مؤقتة لتخفيف هذا التوتر، مما يُؤدي إلى دورة مُستمرة من الأفكار والسلوكيات المُرهقة.
عندما تُصبح الأفكار أسرى: فهم اضطراب الوسواس القهري
نشعر جميعًا بالقلق بين الحين والآخر، ولكن ماذا لو سيطرت علينا الأفكار والهواجس بشكلٍ مُفرط، لدرجة تُعيقنا عن مُمارسة حياتنا اليومية؟ هنا نتحدث عن اضطراب الوسواس القهري.
الهواجس: أفكار لا تهدأ
تتمثل إحدى سمات اضطراب الوسواس القهري في الهواجس، وهي أفكار أو صور أو دوافع تتكرر بشكلٍ مُستمر في ذهن الشخص، مُسببةً له القلق والضيق.
من أمثلة هذه الهواجس الشائعة:
- الخوف من التلوث: كالقلق المُفرط من الجراثيم والأوساخ والسوائل الجسدية.
- الهواجس العنيفة: كالتفكير المُتكرر في إيذاء النفس أو إيذاء الآخرين.
- الهوس بالكمال: كالخوف الشديد من فقدان الأشياء أو التركيز المُبالغ فيه على الدقة والترتيب.
- هواجس المسؤولية: كالشعور بالمسؤولية المُفرطة عن الأحداث السيئة.
- الهواجس الجنسية: كظهور أفكار جنسية غير مرغوب فيها.
- الهواجس الدينية: كالشعور بالذنب المُفرط أو الخوف من معاقبة الله.
القهريات: سلوكيات مُتكررة للتخفيف من حدة القلق
لا تُعتبر جميع السلوكيات المُتكررة قهريات. فكثيرٌ منّا لديه عادات وتقاليد يومية تُساعدنا على تنظيم حياتنا. ولكن في حالة اضطراب الوسواس القهري، تُصبح هذه السلوكيات مُفرطة وتستغرق وقتًا طويلاً، وغالبًا ما تُمارس بطريقةٍ طقسيةٍ مُحددة.
من أمثلة هذه القهريات:
- الغسيل والتنظيف المُفرط: كغسل اليدين بشكلٍ مُتكرر ولمدد طويلة.
- فحص الأشياء بشكلٍ مُتكرر: كالتأكد من إغلاق الأبواب أو إطفاء الموقد عدة مرات.
- تكرار الأنشطة الروتينية: كإعادة الدخول والخروج من الغرفة عدة مرات.
- القهريات العقلية: كإعادة التفكير في حدثٍ ما بشكلٍ مُستمر أو العدّ بصمتٍ لتجنب الأفكار السيئة.
أعراض اضطراب الوسواس القهري عند الأطفال والمراهقين
غالبًا ما تظهر أعراض اضطراب الوسواس القهري في مرحلة المراهقة، ولكنها قد تبدأ أحيانًا في مرحلة الطفولة.
من بين المضاعفات التي قد يُعاني منها الأطفال والمراهقون المصابون باضطراب الوسواس القهري:
- انخفاض تقدير الذات
- اضطرابات في الروتين اليومي
- صعوبات في الدراسة
- مشاكل صحية جسدية ناتجة عن التوتر
- صعوبة في تكوين العلاقات الاجتماعية
- زيادة خطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية الأخرى
أسباب اضطراب الوسواس القهري: رحلة بحث مُستمرة
لا يزال السبب الدقيق لاضطراب الوسواس القهري غير معروف بشكلٍ كامل، ولكن يُعتقد أن هناك مجموعة من العوامل التي قد تُساهم في ظهوره، منها:
- العوامل الوراثية: أظهرت الدراسات أن اضطراب الوسواس القهري أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض.
- العوامل البيئية: قد تُساهم بعض العوامل البيئية، مثل أحداث الحياة المجهدة أو الصدمات النفسية، في زيادة خطر الإصابة باضطراب الوسواس القهري.
- العوامل البيولوجية: تشير بعض الأبحاث إلى وجود خلل في كيمياء الدماغ ووظائف بعض مناطق الدماغ لدى الأشخاص المصابين باضطراب الوسواس القهري.
- العوامل النفسية: قد تُساهم بعض العوامل النفسية، مثل أنماط التفكير السلبية أو القلق المُفرط، في تطور اضطراب الوسواس القهري.
التشخيص والعلاج: الأمل موجود
يُشخّص اضطراب الوسواس القهري من قبل أخصائي الصحة العقلية بناءً على الأعراض والتاريخ الطبي والفحص السريري.
يتوفر العلاج الفعال لاضطراب الوسواس القهري، وعادةً ما يشمل العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي، والأدوية، مثل مضادات الاكتئاب.
من المهم طلب المساعدة من أخصائي الصحة العقلية إذا كنت تشك في إصابتك أو إصابة شخصٍ تعرفه باضطراب الوسواس القهري. فالتشخيص والعلاج المُبكر يُساهمان بشكلٍ كبير في تحسين جودة حياة المُصاب.
اضطراب الوسواس القهري: عندما تُصبح الأفكار أفعالًا قهرية
يُعرف اضطراب الوسواس القهري (OCD) بأنه اضطراب نفسي مُزمن يُصيب الشخص بأفكار متكررة وغير مرغوب فيها (هواجس)، تدفعه للقيام بسلوكيات متكررة (إكراهات) للتخلص من تلك الأفكار والقلق المصاحب لها.
ما هي أعراض اضطراب الوسواس القهري؟
تختلف أعراض اضطراب الوسواس القهري من شخص لآخر، ولكنها عادةً ما تشمل:
- الهواجس: أفكار أو صور أو دوافع متكررة وغير مرغوب فيها تسبب القلق أو الضيق.
- أمثلة: الخوف من الجراثيم، أو التلوث، أو الأفكار العدوانية، أو الحاجة المفرطة للترتيب والتنظيم.
- الإكراهات: سلوكيات متكررة يشعر الشخص بأنه مُجبر على القيام بها لتخفيف القلق الناتج عن الهواجس.
- أمثلة: الغسل المتكرر لليدين، أو فحص الأقفال بشكل مُفرط، أو العد القهري، أو ترتيب الأشياء بطريقة معينة.
ما هي أسباب اضطراب الوسواس القهري؟
لا يوجد سبب واحد محدد لاضطراب الوسواس القهري، ولكن يُعتقد أن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية والنفسية تلعب دورًا في ظهوره، منها:
- العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي من اضطراب الوسواس القهري أو اضطرابات القلق الأخرى.
- العوامل البيئية: التعرض لصدمات نفسية، أو العدوى، أو التغيرات الحياتية المُجهدة.
- العوامل النفسية: سمات الشخصية، مثل الكمال، والحاجة للتحكم، وفرط المسؤولية.
كيف يتم تشخيص اضطراب الوسواس القهري؟
يتم تشخيص اضطراب الوسواس القهري من قبل أخصائي الصحة النفسية بناءً على:
- مقابلة سريرية: تقييم الأعراض والتاريخ الطبي والنفسي للشخص.
- المعايير التشخيصية: التأكد من تطابق الأعراض مع المعايير التشخيصية لاضطراب الوسواس القهري الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5).
ما هي خيارات العلاج المتاحة لاضطراب الوسواس القهري؟
يُعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) من أكثر العلاجات فعالية لاضطراب الوسواس القهري، ويشمل:
- العلاج بالتعرض ومنع الاستجابة (ERP): يتضمن تعريض الشخص تدريجيًا للمواقف التي تُثير الهواجس لديه، مع مساعدته على مقاومة القيام بالإكراهات.
- إعادة هيكلة الأفكار: تُساعد هذه التقنية على تغيير أنماط التفكير السلبية وغير المنطقية التي تُساهم في ظهور الهواجس.
بالإضافة إلى العلاج السلوكي المعرفي، قد يصف الطبيب النفسي أدوية مثل:
- مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs): تُساعد هذه الأدوية على تحسين توازن المواد الكيميائية في الدماغ التي تؤثر على المزاج.
هل يمكن الشفاء من اضطراب الوسواس القهري؟
لا يُعد اضطراب الوسواس القهري مرضًا قابلاً للشفاء التام، ولكنه حالة يمكن إدارتها والتحكم فيها بشكل فعال من خلال العلاج والدعم المناسبين.
نصائح للتعامل مع اضطراب الوسواس القهري:
- التثقيف حول اضطراب الوسواس القهري: فهم طبيعة الاضطراب وأعراضه وخيارات العلاج المتاحة.
- طلب الدعم من الأهل والأصدقاء: مشاركة مشاعرك وتجاربك مع أشخاص تثق بهم.
- الانضمام إلى مجموعات الدعم: التواصل مع أشخاص آخرين يعانون من اضطراب الوسواس القهري.
- الاهتمام بالصحة العامة: الحصول على قسط كافٍ من النوم، وتناول طعام صحي، وممارسة الرياضة بانتظام.
إذا كنت تعاني من أعراض اضطراب الوسواس القهري، فلا تتردد في طلب المساعدة من أخصائي الصحة النفسية.