في خضم الفوضى: الحفاظ على التوازن النفسي في عالم مضطرب
المصدر: بقلم رافي تشاندرا
يشهد عالمنا اليوم تصاعدًا مُقلقًا في أحداث العنف والاضطرابات، مما يترك بصماته على النفس البشرية ويُهدد بتقسيم المجتمعات.
فمنذ أحداث السادس من يناير في الولايات المتحدة، مروراً بجرائم الكراهية مثل مقتل جورج فلويد وإطلاق النار في أتلانتا، وصولاً إلى الصراعات الدولية في غزة والسودان، تتزايد الحاجة ماسةً إلى تعزيز قيم السلام والتعايش ونبذ العنف بجميع أشكاله.
إن اللجوء إلى العنف، حتى من قبل فرد واحد، ليس حلاً، بل هو بوابة لمزيد من الانقسامات النفسية والاجتماعية. فهو يغذي مشاعر الإحباط والخوف والغضب، ويُهدد نسيجنا الإنساني المُشترك.
لذا، أدعوكم إلى التركيز على صحتنا النفسية ورفاهيتنا الاجتماعية في هذه الأوقات العصيبة. فلنُحيي في أنفسنا قيم التعاطف والتفاهم ونُرسّخ مبدأ “اللطف كأفضل دواء”.
إليكم بعض الخطوات العملية التي يُمكننا اتّباعها لتعزيز سلامنا الداخلي في خضم الفوضى:
- **الوعي بالتحيزات الإعلامية:** علينا أن نكون على دراية بالتأثير القوي لوسائل الإعلام في تضخيم الأحداث وتأجيج النعرات. لذا، من الضروري التحلي بالحذر والتفكير النقدي عند تلقّي المعلومات.
- **أخذ قسط من الراحة:** قد يكون من المفيد أخذ استراحة من متابعة الأخبار المزعجة ووسائل التواصل الاجتماعي من حين لآخر، وإعطاء أنفسنا مساحة للاسترخاء وتصفية الذهن.
- **مُراجعة دور العنف في حياتنا:** علينا أن نتساءل بصدق: هل كنّا ضحايا للعدوان أو العنف؟ وهل مارسناه على الآخرين؟ إنّ التفكّر في هذه التجارب يساعدنا على فهم تأثير العنف بشكل أفضل.
- **تجنّب لوم الآخرين:** بدلاً من إلقاء اللوم على طرف معيّن، علينا أن نُركز على فهم أسباب العنف وتداعياته على الجميع. فلنُحاول التواصل مع من حولنا بإنسانية ونبذ خطاب الكراهية.
- **التعامل مع المشاعر السلبية:** من الطبيعي أن نشعر بالحزن والغضب والخوف في ظل هذه الظروف. ولكن بدلاً من كبت هذه المشاعر، علينا أن نتعلّم كيفية التعبير عنها بشكل صحي وإيجابي.
- **توجيه طاقاتنا نحو البناء:** بدلاً من الاستسلام للإحباط والياس، علينا أن نُركز طاقاتنا نحو بناء مجتمعات أكثر سلاماً وتسامحاً. فلنُشارك في المبادرات الإيجابية التي تُ promote الحوار والتعايش.
يقول فيكتور فرانكل: “بين المثير و ردة الفعل، هناك مساحة. وفي هذه المساحة تكمن حريتنا في اختيار ردة فعلنا. وفي اختيارنا تكمن قدرتنا على النمو”.
فلنُحسن اختيار ردود أفعالنا ونُركز على بناء السلام في أنفسنا ومجتمعاتنا.
© 2024 رافي تشاندرا، دكتور في الطب، DFAPA