هدوء البدايات: هل كثرة العواطف مؤشر خطر على الزواج؟
قد يعتقد البعض أن الإفراط في إظهار العاطفة في بداية الزواج دليل على قوة العلاقة، لكن دراسة أمريكية حديثة تُشير إلى عكس ذلك، مؤكدةً أن هدوء المشاعر في بداية الزواج قد يكون مؤشرًا أقوى على استمراره.
فبينما يُعدّ تبادل الأحضان والقبلات بين الأزواج أمرًا طبيعيًا، إلا أن الدراسة التي أُجريت على 168 زوجًا لمدة 13 عامًا كشفت أن الإفراط في التلامس الجسدي قد يكون علامة تحذيرية على فشل العلاقة الزوجية على المدى الطويل.
ويرجع ذلك لصعوبة الحفاظ على لهيب العاطفة بمعدل مرتفع لفترة طويلة. فالأزواج الذين يبدأون علاقتهم بشكل مُلتهب قد يواجهون خيبة أمل مع مرور الوقت، كمن يبدأ سباق ماراثون بسرعة جنونية، سرعان ما يستنفذ طاقته.
وفي المقابل، أظهرت الدراسة أن الأزواج الذين حافظوا على علاقات زوجية مستقرة لمدة أطول كانوا أقل حرارة في إظهار عواطفهم خلال السنوات الأولى من الزواج.
ولفهم العوامل التي تؤثر على استمرارية الزواج، قام الباحثون بتحليل سلوكيات الأزواج منذ يوم زفافهم، وتوصلوا إلى أن الأزواج الذين انفصلوا بعد سبع سنوات أو أكثر كانوا أكثر إفراطًا في إظهار عواطفهم خلال المراحل الأولى من الزواج.
بل إن بوادر النفور كانت ظاهرة بشكل واضح في العلاقات التي فشلت بسرعة، حيث كشفت الدراسة أن الأزواج الذين انفصلوا خلال أول عامين من الزواج كانوا أكثر ميلاً للخلاف منذ البداية.
وتُشير هذه النتائج إلى أن هدوء المشاعر في بداية الزواج لا يعني بالضرورة برود العلاقة، بل قد يكون مؤشرًا على ارتكازها على أسس أكثر صلابة من مجرد العاطفة العابرة.