مقالات

هل مشاعرك خدّاعة؟ اكتشف حقيقة ما تشعر به!

مشاعرنا الحقيقية:⁢ عندما تخفي الغضب مشاعر أعمق

Zolotarevs ‍Shutterstock

المصدر:‌ Zolotarevs Shutterstock

كم‌ مرة شعرت بالغضب تجاه موقف ما، ليتبين لك لاحقًا أن مشاعرك ⁢الحقيقية أعمق من ذلك بكثير؟ ⁣نعتقد غالبًا أن مشاعرنا سطحية وواضحة،‌ فنقول⁢ “أنا‍ غاضب لأنني أشعر ⁣بالغضب”. لكن الحقيقة أن مشاعرنا أحيانًا تكون أكثر تعقيدًا من ذلك، فثمة فرق بين​ المشاعر الأولية والثانوية، وفهم هذا الفرق ​ أساسي لعيش حياة عاطفية صحية.

المشاعر الأولية هي ردة الفعل ⁤المباشرة للموقف، كأن نشعر بالحزن عندما يتلفظ أحدهم بكلام جارح.⁣ أما المشاعر الثانوية فهي ردة⁤ فعل لمشاعرنا الأولية، ‍تظهر عادةً عندما تكون‍ المشاعر الأولية ⁢ صعبة‌ أو غير مريحة. على ​سبيل المثال،‌ ⁣يشعر ⁢البعض بالغضب كرد فعل⁤ فوري ⁣ للشعور بالأذى، فبدلًا من الاعتراف بالشعور بالأذى،‌ والذي قد ⁣يُنظر⁤ إليه على أنه ضعف، يظهر ‍الغضب كدرع للحماية ⁣‍ من الشعور بالهشاشة. تكمن ​مُعضلة‍ ⁤المشاعر الثانوية في أنها تُبعدنا ‌عن ⁣ التعامل مع جوهر المشكلة، ​وتُبقي المشاعر ⁤ الأولية ⁣ حبيسة الداخل.

القلق هو مثال آخر على المشاعر ⁢الثانوية. ⁤ فبالتأكيد‍ نشعر بالقلق كشعور ⁣أولي تجاه مواقف مُحددة، كالخوف من مقابلة عمل أو‍ القلق من حدث هام. ⁣ لكن في‌ أحيان ⁤أخرى، ‍ يظهر القلق‌ ⁤ كقناع لإخفاء ⁢ مشاعر أخرى أكثر عمقًا كالحزن، أو ​ الخيبة، أو الغضب، أو الغيرة. يظهر القلق هنا⁢ كآلية دفاعية لتجنب ‌⁤ مواجهة هذه ⁢المشاعر ⁢ المُزعجة.

تكمن​ أهمية التعرف على ⁣ المشاعر الثانوية في‌ أنها تُشير إلى وجود ⁤ قلق كامن ‌من التعامل مع ⁣ المشاعر ‍ بشكل عام. ⁣ قد ينتج ‌​ هذا القلق ​عن ‍ تجارب سابقة جعلتنا ​ نعتقد أن ⁢‍ التعبير عن ⁢ مشاعرنا⁢ أمر غير آمن. لذلك، يُعد التعامل مع هذا القلق ‍خطوة أساسية لفهم ⁢ مشاعرنا الحقيقية والتعامل معها ⁣ بشكل صحي.

إليك بعض النصائح التي قد تُساعدك على التعامل مع القلق ⁣ من ⁤المشاعر:

  • ‍**التحدث ​مع شخص ⁤ ⁤يثق⁢ به**: مشاركة​ مشاعرك مع‌ ​معالج نفسي، أو مجموعة ⁢ دعم، أو أصدقاء ​مُقربين، أو أفراد​ العائلة يُساعد على فهم المشاعر الأولية بشكل ⁢ أفضل، ويُقلل من الشعور ⁤ بالخجل، ويرفع من ⁤ مفهوم الذات.
  • **تعلّم مهارات التوكيد على ⁢الذات**: يساعد التدرّب على مهارات ​التواصل الحازم على التعبير عن المشاعر بشكل واضح‌ وصريح، مما يُقلل ⁤ من الخوف المرتبط بالتعبير عن المشاعر.
  • **كتابة اليوميات**: تساعد ⁢كتابة⁣ اليوميات على التعرف على المشاعر ‌ الأولية وتفريغها على ‌ ورق، مما يُتيح ⁤لك العودة إليها لاحقًا عندما تكون أكثر هدوءًا ⁤ للتعامل معها بشكل أفضل.
  • **ممارسة تمارين ⁤ الاسترخاء**:⁢ تساعد تمارين الاسترخاء مثل التأمل، وتمارين ‍ التنفس، ⁤ واسترخاء العضلات، واليوغا ⁣​ على التخلص ⁢من التوتر والضغط⁣ النفس
  • **ممارسة الرياضة**: ⁣ تساعد الأنشطة البدنية مثل المشي،⁣ والجري، والسباحة، وركوب ⁣الدراجات على الاسترخاء وتقليل ⁣التوتر. كما أن ​ اتباع‌ ​ نظام غذائي صحي ⁢يُساهم في تحسين المزاج وتقليل ⁣ القلق.
  • **الحصول على ⁤ قسط كافٍ ⁣من النوم**: يساعد النوم الجيد على الشعور ​بالراحة ⁣ وتقليل التوتر، مما ​ يُتيح لك التعامل مع المواقف بشكل ‍ أفضل.
  • **قضاء ‌ بعض ‌ الوقت ‍ في الطبيعة**: أثبتت⁢ ⁢ الدراسات أن قضاء الوقت ‌⁣ في الطبيعة يُعزز الشعور ⁣بالسعادة والامتنان، مما يُقلل من مستويات القلق.
  • **تحدي ​الأفكار السلبية**: عندما تشعر بالغضب ⁣ أو القلق، ⁣ حاول أن تتساءل عن هذه المشاعر، ⁢ وربما تكتشف مشاعر أخرى أكثر دقة تختبئ خلفها.

في الختام، تُعد المشاعر الثانوية ⁢ كالغضب والقلق ⁢ أحيانًا ‌ أسهل في التعامل معها من المشاعر الأولية التي تُثيرها المواقف في ⁣ نفوسنا. ‌ لكن الاعتماد على ⁢ هذه ⁤ المشاعر كآلية​ ⁣ دفاعية يُعيق قدرتنا ⁤ على فهم⁢ مشاعرنا ‌الحقيقية ⁢والتعامل ​معها بشكل صحي. لذلك، يُعد التعامل مع القلق من المشاعر خطوة أساسية للتعرف على مشاعرنا الحقيقية والتعبير عنها بشكل صحي يُساعدنا على ‍بناء علاقات أفضل ⁢ مع ‌ أنفسنا ⁢ ومع الآخرين.

Samantha Stein

المصدر: Samantha Stein

        

rnrn

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock