## الهروب من المشاعر: هل تخشى أحاسيسك؟
هل سبق لك أن شعرت بالخوف من مجرد الشعور؟ أن تتجنب مواقف بعينها أو أشخاصًا محددين لأنك تخشى ردة فعلك العاطفية؟ إن كنت كذلك، فأنت لست وحدك. فكثيرون يعانون من ”رهاب المشاعر”، ذلك الخوف المبالغ فيه من الأحاسيس والانفعالات.
قد يحاول البعض كبت مشاعرهم، فيراقبون انفعالات الآخرين دون القدرة على التعبير عن مشاعرهم الخاصة. وقد يتجنبون تمامًا أي موقف قد يثير أحاسيسًا قوية، فيختلقون الأعذار لتبرير ابتعادهم. بل قد يصل الأمر إلى إنكار مشاعرهم تمامًا، فيعيشون في حالة من التبلد العاطفي ظنًا منهم أن ذلك سيحميهم من الألم.
ولكن، هل يمكننا حقًا أن نعيش حياةً خالية من المشاعر؟ بالطبع لا! فالمشاعر جزء لا يتجزأ من طبيعتنا البشرية، وهي بمثابة بوصلة توجهنا في رحلة الحياة. فعندما نسمح لأنفسنا بالشعور، نكون أكثر قدرة على التواصل مع أنفسنا ومع الآخرين، ونستطيع اتخاذ قرارات أكثر صحة، ونعيش حياةً أكثر إشباعًا.
ولكن، ماذا لو كانت مشاعرك سلبية؟ ماذا لو كنت تعاني من القلق أو الحزن أو الغضب بشكل دائم؟ في هذه الحالة، من المهم أن تتذكر أن المشاعر، حتى السلبية منها، لها دورها في حياتنا. فالقلق، على سبيل المثال، قد يكون دافعًا لنا لاتخاذ الاحتياطات اللازمة. والحزن يساعدنا على التعامل مع الخسارة. أما الغضب، فيمنحنا الطاقة للدفاع عن أنفسنا وحدودنا.
المشكلة ليست في المشاعر نفسها، بل في الطريقة التي نتعامل بها معها. فعندما نحاول كبت مشاعرنا أو الهروب منها، فإننا نعطيها قوة أكبر، ونجعلها تتحكم بنا بشكل سلبي. أما عندما نتعلم كيف نتقبل مشاعرنا ونعبر عنها بطرق صحية، فإننا نستعيد السيطرة على حياتنا، ونصبح أكثر قدرة على التعامل مع التحديات.
إذا كنت تعاني من رهاب المشاعر، فمن المهم أن تطلب المساعدة من مختص نفسي. فالعلاج النفسي يمكن أن يساعدك على فهم مشاعرك بشكل أفضل، وتعلم كيفية التعامل معها بطرق صحية، وبناء حياة أكثر سعادة وإشباعًا.