كيف تساهم أجهزتنا في إثارة القلق وكيفية مواجهته
كيف تُساهم هواتفنا في إشعال فتيل القلق؟ وكيف نُعيد التوازن لحياتنا؟
في عالمٍ تتسارع فيه وتيرة الحياة، وتُصبح فيه التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من يومنا، تبرز تساؤلاتٌ مُلحة حول تأثير هواتفنا الذكية على صحتنا النفسية. فبين سيلٍ جارفٍ من الأخبار، ومُقارناتٍ لا تنتهي على منصات التواصل الاجتماعي، نجد أنفسنا غارقين في دوامةٍ من القلق والتوتر.
فكيف نُعيد التوازن لحياتنا ونُحافظ على سلامنا الداخلي في خضم هذا العالم الرقمي المُتَسارع؟
سيل الأخبار المُتْحِم: هل نحن مُدمنون على القلق؟
أصبحت الأخبار السيئة رفيقًا دائمًا لنا، تُطاردنا في كل مكان، من خلال الإشعارات المُنبثقة على هواتفنا، وصفحات الأخبار التي لا نستطيع غضّ الطّرف عنها. فنجد أنفسنا مُجبرين على مُتابعة كوارث العالم، وحوادث العنف، مما يُغذي شعورنا بالخوف والقلق.
أظهرت دراسةٌ نُشرت في مجلة “Proceedings of the National Academy of Sciences” أن التعرّض المُستمر للأخبار السيئة يُمكن أن يُؤدي إلى زيادة مستويات التوتر والقلق، وحتى الاكتئاب.
فخّ المُقارنة على منصات التواصل الاجتماعي: هل نُقارن واقعنا بِـ “وهم” الآخرين؟
تُقدم لنا منصات التواصل الاجتماعي صورةً مُنمّقة عن حياة الآخرين، مليئةً بالسعادة والنجاح، مما يُؤدي إلى إشعال فتيل المُقارنة في نفوسنا. فنُقارن أنفسنا بِـ “نسخة مُحسّنة” من الآخرين، ونُشعر بالدونية والإحباط.
أشارت دراسةٌ أجرتها جامعة “بنسلفانيا” إلى أن استخدام منصات التواصل الاجتماعي بكثرة يرتبط بانخفاض مستويات الرضا عن الحياة، وزيادة الشعور بالوحدة والعزلة.
غياب الوعي: هل نعيش حياتنا أم نُشاهدها تمرّ من خلال شاشات هواتفنا؟
أصبحنا نَعيش في حالةٍ من “غياب الوعي”، مُنغمسين في عالمٍ رقميٍّ افتراضيٍّ، مُنفصلين عن الواقع المُحيط بنا. فنُضيّع لحظاتٍ ثمينةٍ من حياتنا ونحن نُحدّق في شاشات هواتفنا، ونُفقد القدرة على الاستمتاع باللحظة الحاضرة.
كيف نُعيد التوازن لحياتنا الرقمية؟
- التحكم في استهلاك الأخبار: حدّد وقتًا مُحددًا لقراءة الأخبار، واختر مصادر موثوقة ومعتدلة.
- ضبط استخدام منصات التواصل الاجتماعي: حدّد وقتًا مُحددًا لاستخدام هذه المنصات، وتجنّب مُتابعة الأشخاص الذين يُثيرون لديك مشاعر سلبية.
- مُمارسة تمارين اليقظة الذهنية: ساعدتك هذه التمارين على العيش في اللحظة الحاضرة، والتخلّص من الأفكار السلبية.
- قضاء وقتٍ في الطبيعة: أثبتت الدراسات أن قضاء الوقت في الطبيعة يُقلل من مستويات التوتر والقلق.
- مُمارسة الرياضة بانتظام: تُساعد الرياضة على إفراز هرمونات السعادة، وتحسين المزاج العام.
إنّ التكنولوجيا سلاحٌ ذو حدّين، يُمكن أن تُساهم في سعادتنا، أو تُغرقنا في بحرٍ من القلق. ويكمن السرّ في استخدامها بحكمةٍ ووعيٍ، لِنُحافظ على توازننا النفسيّ، ونعيش حياةً هانئةً مُرْضية.