كيف تُحسّن من صحتك العقلية: دليل شامل
يُعدّ الاهتمام بالصحة العقلية بنفس أهمية الاهتمام بالصحة البدنية، فهي الأساس لعيش حياة مُرضية و مُثمرة.
في هذا المقال، سنستعرض أهمية الصحة العقلية وكيفية تعزيزها، مُستندين إلى أحدث الدراسات والنصائح العملية.
مُلاحظة: المعلومات الواردة في هذا المقال لا تُغني عن استشارة مُختصّ
أهمية الصحة العقلية
يُشير مُصطلح “الصحة العقلية” إلى حالة من الرفاهية تُمكّنك من:
- تحقيق أقصى إمكاناتك: فعندما تكون صحتك العقلية جيدة، ستتمكن من التفكير بوضوح واتخاذ قرارات سليمة وتحقيق أهدافك.
- التعامل مع ضغوط الحياة: فالحياة مليئة بالتحديات، وصحتك العقلية تُساعدك على التعامل معها بشكل إيجابي.
- بناء علاقات صحية: فالصحة العقلية تُسهم في تعزيز التواصل مع الآخرين وبناء علاقات قوية.
علامات تدل على ضعف الصحة العقلية
قد تظهر بعض العلامات التي تُشير إلى وجود خلل في صحتك العقلية، منها:
- التغيرات في المزاج: كالشعور بالحزن أو القلق أو الغضب بشكل مُستمر.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة المُفضّلة: وعدم الرغبة في مُمارسة الهوايات أو قضاء الوقت مع الأحباء.
- صعوبة التركيز: والتشتت الذهني وضعف الذاكرة.
- التغيرات في عادات النوم أو الأكل: كفقدان الشهية أو الإفراط في تناول الطعام، أو الأرق أو النوم المُفرط.
إذا لاحظت أيًا من هذه العلامات على نفسك أو على شخص قريب منك، فمن المهم طلب المساعدة من مُختصّ.
خطوات عملية لتعزيز صحتك العقلية
لا يُعدّ الحفاظ على صحة عقلية جيدة أمرًا صعبًا، بل يُمكن تحقيقه من خلال اتباع بعض العادات البسيطة، مثل:
- مُمارسة الرياضة بانتظام
- النوم الكافي
- تناول طعام صحي
- قضاء وقت ممتع مع العائلة والأصدقاء
يُمكن لهذه الخطوات البسيطة أن تُحدث فرقًا كبيرًا في صحتك العقلية، وتُساعدك على عيش حياة أكثر سعادة وإنتاجية. ولعلّ أهم ما في الأمر هو أن تُدرك أهمية طلب المساعدة من مُختصّ عند الحاجة.
يُعدّ الاهتمام بالصحة العقلية رحلة مُستمرة، وليست وجهة نهائية. فمن خلال اتباع النصائح السابقة، ستتمكن من تعزيز صحتك العقلية وعيش حياة أكثر إشراقًا.
كيف تُساعد طفلك على التعامل مع التنمر الإلكتروني وتأثيراته
يشعر الكثير من الآباء بالقلق حيال مخاطر الإنترنت على أطفالهم، ولعلّ التنمر الإلكتروني من أبرز هذه المخاطر التي تؤرّقهم. فمع انتشار الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح بإمكان المتنمرين الوصول إلى ضحاياهم في أي وقت ومن أي مكان، مما يجعل من الصعب على الأطفال الهروب من الإساءة.
مُهمّة صعبة: حماية أطفالنا من عالمٍ افتراضيّ مليء بالتحديات
يُعدّ التنمر الإلكترونيّ تحديًا حقيقيًا في عصرنا الرقميّ، فهو لا يقتصر على الإساءة اللفظية المباشرة، بل يتعدّاها إلى نشر الشائعات، واختراق الحسابات الشخصية، ونشر الصور أو الفيديوهات المُحرجة.
كشفت دراسة حديثة أجرتها اليونيسف أن طفلًا واحدًا من بين كلّ ثلاثة أطفال حول العالم تعرّض للتنمر الإلكترونيّ.
وتُشير الإحصائيات إلى أنّ هذه الظاهرة آخذةٌ في الازدياد، مما يُؤكّد على ضرورة توعية أطفالنا وتسليحهم بالمهارات اللازمة للتعامل معها.
التحدّث مع طفلك/طفلتك: مفتاح أساسيّ لحمايتهم من مخاطر الإنترنت
يجب أن يكون الحوار مع أطفالنا حول مخاطر الإنترنت، بما في ذلك التنمر الإلكتروني، حوارًا مفتوحًا ومستمرًا، وليس مجرّد محادثة عابرة.
يُنصح بمُشاركة الأطفال في وضع قواعد استخدام الإنترنت في المنزل، مثل تحديد ساعات مُحدّدة لاستخدام الأجهزة الإلكترونية، وتحديد المواقع والتطبيقات المسموح بها.
من الضروريّ أن يشعر الطفل/الطفلة بالثقة الكافية لل reporting عن أيّ إساءة يتعرّض لها عبر الإنترنت، دون الخوف من العقاب أو إغلاق حساباته على مواقع التواصل الاجتماعيّ.
أهمية التوثيق/الإبلاغ عن حالات التنمر الإلكترونيّ
يُعدّ توثيق حالات التنمر الإلكترونيّ خطوةً هامّةً لمُحاسبة المتنمرين وحماية الطفل من المزيد من الإساءة.
يُمكن توثيق حالات التنمر من خلال حفظ لقطات للشاشة، أو الاحتفاظ بالرسائل النصية أو الصور أو الفيديوهات المسيئة.
يُمكن الإبلاغ عن حالات التنمر الإلكترونيّ لإدارة المدرسة، أو منصّة التواصل الاجتماعيّ التي وقعت عليها الإساءة، أو حتى اللجوء إلى الجهات الأمنية المختصّة في حال كانت الإساءة خطيرة.
نصائح هامّة لتوعية طفلك/طفلتك من مخاطر التنمر الإلكترونيّ:
- التأكيد على أهمية الخصوصية: شرح أهمية عدم مُشاركة المعلومات الشخصية، مثل العنوان أو رقم الهاتف أو اسم المدرسة، مع أشخاص غرباء عبر الإنترنت.
- التحذير من مخاطر مشاركة الصور أو الفيديوهات: توعية الطفل/الطفلة بمخاطر مشاركة الصور أو الفيديوهات الشخصية عبر الإنترنت، وكيف يُمكن أن تُستخدم هذه الصور أو الفيديوهات للإساءة إليهم.
- التشديد على أهمية احترام الآخرين: تعليم الطفل/الطفلة أهمية احترام الآخرين عبر الإنترنت، وعدم استخدام لغة مسيئة أو مُهينة.
- التأكيد على أهمية طلب المساعدة: تشجيع الطفل/الطفلة على طلب المساعدة من شخص بالغ موثوق به، مثل أحد الوالدين أو المعلم أو المُرشد الطلابيّ، في حال تعرّضهم لأيّ نوع من أنواع الإساءة عبر الإنترنت.
تذكّر دائمًا أنّ الوقاية خيرٌ من العلاج، وأنّ دورك كوالدٍ أساسيّ في حماية أطفالك من مخاطر الإنترنت.
كيف تساعد طفلك على احتواء غضبه؟
“ماما، أنا غاضب!”، عبارة تتردد في كل بيت تقريبًا، تحمل في طياتها مشاعر طفلك الجياشة وصعوبة التعامل معها. الغضب شعور طبيعي وصحي، لكن تعليم طفلك كيفية التعبير عنه بطريقة مقبولة اجتماعيًا وفعّالة هو أمرٌ أساسي لبناء شخصيته وتفاعله مع العالم من حوله.
إليكِ بعض النصائح التي تساعدكِ على توجيه طفلك نحو احتواء غضبه:
1. كوني قدوة له:
يتعلم الأطفال من خلال مراقبة سلوك الكبار من حولهم. عندما تواجهين موقفًا يُثير غضبك، حاولي أن تتحكمي بانفعالاتكِ وأن تتعاملي معه بهدوء. أظهري لطفلكِ كيف يمكن التعبير عن الغضب باستخدام كلمات هادئة مثل ”أنا أشعر بالإحباط الآن” بدلاً من الصراخ أو العنف.
2. امنحيه مساحة للتعبير عن مشاعره:
اسمحي لطفلك بالتعبير عن غضبه بطريقة صحية وآمنة. شجعيه على التحدث عن مشاعره دون مقاطعة أو انتقاد. يمكنكِ قول “أرى أنك غاضب، هل يمكنك إخباري بما حدث؟”.
3. علميه مهارات التهدئة الذاتية:
هناك العديد من التقنيات التي يمكن أن تساعد طفلك على تهدئة نفسه عندما يكون غاضبًا، مثل:
- أخذ نفس عميق: علميه كيف يأخذ نفسًا عميقًا من أنفه ويخرجه ببطء من فمه.
- العدّ حتى عشرة: هذه طريقة بسيطة وفعّالة لمساعدة الطفل على استعادة السيطرة على نفسه.
- الاسترخاء العضلي التدريجي: شجعيه على شدّ وإرخاء مجموعات عضلية مختلفة في جسمه.
4. حددي حدودًا واضحة:
من المهم أن يعرف طفلك أن الغضب شعورٌ مقبول، لكنّ التعبير عنه بعنف أو عدوانية أمرٌ غير مقبول. حددي عواقب واضحة لسلوكه غير المقبول، مثل فقدان امتياز معين أو قضاء بعض الوقت في غرفته بمفرده.
5. امدحي سلوكه الإيجابي:
عندما يتعامل طفلك مع غضبه بطريقة إيجابية، امدحي سلوكه بكلمات تشجيعية مثل “أنا فخورة بكِ لأنكِ تمكنتِ من السيطرة على غضبكِ والتحدث معي بهدوء”.
تذكري أن تعليم الطفل مهارات إدارة الغضب يستغرق وقتًا وصبرًا. كوني داعمة ومشجعة وسيصبح طفلكِ أكثر قدرة على التحكم في مشاعره والتعبير عنها بطريقة صحية وسليمة.