الطبيعة: الحاجة الإنسانية التي غفل عنها ماسلو
عندما وضع أبراهام ماسلو هرمه الشهير للاحتياجات الإنسانية، ركز على جوانب حيوية مثل الطعام، والأمان، والانتماء. لكنه غفل عن عنصر أساسي في حياتنا: الطبيعة.
ولعل أزمة جائحة كوفيد-19 كشفت لنا بوضوح عن هذه الحاجة المُلحّة. فمع إغلاق الحدود وتقييد الحركة، شهدنا إقبالاً هائلاً على كل ما هو طبيعي. ارتفعت مبيعات الدراجات الهوائية، وزادت حجوزات المخيمات، وامتلأت الحدائق بالمتنزهين.
تفاصيل دقيقة من الطبيعة: نمط كسوري على ورقة عشب البحر
المصدر: حقوق النشر: ليكسينج صن
لم يكن هذا مجرد هروب من ضغوط الجائحة، بل كان عودة إلى فطرتنا البشرية. فنحن جزء لا يتجزأ من هذا الكون، وطبيعتنا تتوق إلى التواصل مع الطبيعة الأم.
ولكن ما هي فوائد هذا التواصل؟
١. الطبيعة غذاء للروح: أثبتت الدراسات أن قضاء الوقت في الطبيعة يُخفف التوتر والقلق، ويُحسّن المزاج، ويزيد الشعور بالسعادة. تخيل أنك تمشي بين الأشجار، تستنشق هواءً نقياً، وتستمع إلى خرير الماء.. ألا تشعر بالراحة النفسية؟
٢. الطبيعة مصدر للصحة: تساعد الطبيعة على تقوية جهاز المناعة، وخفض ضغط الدم، وتحسين النوم. فمجرد النظر إلى المناظر الطبيعية يُقلل من الشعور بالألم، ويسرّع من التعافي.
٣. الطبيعة تُثري العقل: تُحفز الطبيعة الإبداع، وتُنمي القدرات الإدراكية، وتُحسّن التركيز. فالأطفال الذين يلعبون في الهواء الطلق يتمتعون بذاكرة أقوى، ومهارات اجتماعية أفضل.
٤. الطبيعة مصدر للإلهام: لطالما استمد الفنانون والشعراء والعلماء إلهامهم من جمال الطبيعة وعظمتها. فمن لوحات ليوناردو دافنشي إلى أشعار جبرا إبراهيم جبرا، تتجلى بصمة الطبيعة في أروع الإبداعات.
لوحة طبيعية ساحرة: قوس قزح مزدوج في إلينسبورج، واشنطن
المصدر: ليكسينج صن
كيف نُعيد التواصل مع الطبيعة؟
الأمر بسيط ولا يتطلب الكثير. يمكنك البدء ب:
- قضاء بعض الوقت في الحديقة القريبة من منزلك.
- ممارسة رياضة المشي أو ركوب الدراجات في الهواء الطلق.
- الذهاب في رحلات استكشافية للغابات أو الجبال.
- زراعة بعض النباتات في منزلك أو في حديقة البناية.
فلنجعل من التواصل مع الطبيعة أسلوب حياة، ونُعيد اكتشاف أنفسنا من جديد.