كيف نغرس بذور الامتنان في قلوب أطفالنا؟
يُعتبر عيد الشكر مناسبة مميزة للتذكير بنعم الحياة الكثيرة، فرصة نحتفي بها مع أحبائنا بما حبانا الله به. ولكن، كيف نجعل هذا الشعور بالامتنان سمة دائمة في حياة أطفالنا، وليس مجرد طقس سنوي عابر؟
قد يلاحظ بعضنا أن أطفالنا لا يُبدون امتنانًا كافيًا على الرغم من كل ما نقدمه لهم. فكلما زادت عطايانا، زادت توقعاتهم، وتضاءل شعورهم بالامتنان.
لماذا يحدث ذلك؟
نعيش في عالم يركز على الماديات والاستهلاك، مما قد يُفقد أطفالنا تقدير قيمة الأشياء. فإغراقهم بالهدايا دون تعليمهم قيمة العمل والعطاء قد يُنشئ لديهم شعورًا بالاستحقاق بدلاً من الامتنان.
ما هو تأثير ذلك؟
الأطفال الذين يفتقرون لروح الامتنان غالبًا ما يشعرون بالسخط وعدم الرضا. فالسعادة الحقيقية تكمن في تقدير ما نملك، وليس في التطلع الدائم للمزيد.
كيف نُنمي شعور الامتنان لدى أطفالنا؟
إليكم بعض النصائح التي قد تساعدكم:
-
حددوا حدودًا لعطائكم: لا تستجيبو لكل طلبات أطفالكم. تذكروا أن إعطائهم كل ما يريدون ليس بالضرورة دليل حب، بل قد يكون له نتائج عكسية.
-
علموهم قيمة العمل: شجعوهم على إنجاز بعض الأعمال المنزلية مقابل مكافأة بسيطة. فهذا يُنمي لديهم الشعور بالمسؤولية ويُعرفهم قيمة الأشياء التي يحصلون عليها.
-
عرّفوهم على معاناة الآخرين: شاركوا معهم في الأعمال التطوعية لمساعدة المحتاجين. فهذا يُنمي لديهم الشعور بالتعاطف ويُذكرهم بنعم الله عليهم.
-
مارسوا طقوس الامتنان: شجعوهم على كتابة قائمة بالأشياء التي يشعرون بالامتنان لوجودها في حياتهم بشكل دوري. كما يُمكنكم تحفيزهم على كتابة بطاقات شكر وتقدير للأشخاص الذين يقدمون لهم المساعدة.
-
استعينوا بالدروس الدينية: شجعوهم على حضور الدروس الدينية التي تُركز على قيم الامتنان والعطاء والتواضع.
لم يفت الأوان أبدًا!
حتى لو كان أطفالكم قد اعتادوا على أسلوب حياة مُرفه، فإنه بإمكانكم تغيير ذلك. ابدؤوا بتطبيق النصائح السابقة بصبر ومثابرة، وستلاحظون تحسنًا تدريجيًا في سلوكهم.
تذكروا أن غرس قيم الامتنان في قلوب أطفالنا هو أفضل هدية نُقدمها لهم. فهي الهدية التي ستبقى معهم مدى الحياة وتُسهم في سعادتهم وراحتهم النفسية.