تأثير الفصل العنصري في المدارس على الصحة: دراسة جديدة تكشف النقاب عن حقائق صادمة
كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة الفوارق الصحية العرقية والإثنية عن علاقة وثيقة بين تزايد الفصل العنصري في المدارس واستمرار التفاوتات الصحية بين الأعراق في الولايات المتحدة. وفي حين لاحظ الباحثون ثباتًا نسبيًا في الفصل السكني بين عامي 1991 و 2020، إلا أنهم سجلوا زيادة ملحوظة في الفصل المدرسي خلال نفس الفترة، مما أثار تساؤلات حول تأثير هذا التوجه على صحة المجتمع.
ولفهم هذه الظاهرة بشكل أعمق، قام الباحثون بتحليل بيانات من 1051 مقاطعة أمريكية على مدى ثلاثة عقود، مستخدمين بيانات التعداد السكاني لتحديد مدى الفصل العنصري في كل منطقة. واعتمدوا على مؤشرات مثل مؤشر الاختلاف ومؤشر الإنتروبيا لقياس الفصل السكني، ومؤشر التعرض الطبيعي لقياس الفصل المدرسي.
وبالتوازي مع ذلك، قاموا بتقييم عدد من المؤشرات الصحية، بما في ذلك متوسط العمر المتوقع، ومعدلات الوفيات المبكرة، ووفيات الرضع، وجرائم القتل، وحالات الحمل بين المراهقات.
وكشفت نتائج الدراسة عن حقائق مثيرة للقلق. فبينما حافظ الفصل السكني على نسبه تقريبًا، شهد الفصل المدرسي زيادة كبيرة، خاصة بين عامي 1991 و 2000، واستمر هذا التوجه حتى عام 2020.
وأكد مايكل سيجل، أستاذ الصحة العامة وطب المجتمع في كلية الطب بجامعة تافتس، والمؤلف الرئيسي للدراسة، في تصريح لموقع PsyPost على مفاجأته من استمرار تزايد الفصل العنصري في المدارس خلال السنوات الأخيرة.
وأظهرت الدراسة بوضوح أن المقاطعات التي تعاني من مستويات أعلى من الفصل المدرسي تُظهر تفاوتات صحية عرقية أكبر. فعلى سبيل المثال، سجلت هذه المناطق تفاوتات كبيرة في متوسط العمر المتوقع، ومعدلات الوفيات المبكرة، ووفيات الرضع، وجرائم القتل، وحالات الحمل بين المراهقات، مقارنة بالمناطق التي تشهد مستويات أقل من الفصل المدرسي.
وأشارت الدراسة إلى أن الفصل المدرسي يمثل عاملًا مؤثرًا في التفاوتات الصحية العرقية، بشكل مستقل عن تأثير الفصل السكني. وهذا يعني أن الحد من الفصل في المدارس يمكن أن يساهم بشكل كبير في تحسين الصحة العامة، حتى في المناطق التي تعاني من فصل سكني حاد.
وعلى الرغم من أهمية هذه الدراسة، إلا أن الباحثين يؤكدون على ضرورة إجراء المزيد من البحوث لتأكيد هذه النتائج وتعميمها على جميع أنحاء الولايات المتحدة. ويخطط الفريق البحثي لدراسة تأثير التمييز التاريخي على النتائج الصحية الحالية في المستقبل القريب.
للاطلاع على الدراسة الكاملة، يرجى زيارة الرابط التالي: https://link.springer.com/article/10.1007/s40615-024-01960-y