التملق قد يضر بسمعة القادة ومنظماتهم
حين يصبح الإطراء سلاحًا: كيف يؤثر تملّق الموظفين على صورة القادة؟
هل سبق لك أن رأيت مديرًا يمنح معاملة خاصة لموظف يمتدحه باستمرار؟ قد يبدو الأمر للوهلة الأولى تصرفًا عاديًا، لكن دراسة جديدة نشرت في مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي تكشف عن جانبٍ آخر من هذه القضية.
أجرى الباحثون سبع دراسات مختلفة شملت طلابًا، وأكاديميين، ومدراء، وموظفين، ووجدوا أن القادة الذين يكافئون الإطراء بكثرة يُنظر إليهم على أنهم أقل كفاءة وأكثر سذاجة.
لكن لماذا؟
تكمن المشكلة في أن الإطراء، حتى وإن بدا بريئًا، هو في الغالب تكتيكٌ للتلاعب بالآخرين بهدف الحصول على مكاسب شخصية. وعندما يستجيب القائد لهذا التكتيك، فإنه يُظهر بشكل غير مباشر أنه يمكن استغلاله بسهولة، مما يُضعف من صورته كقائدٍ حكيم وعادل.
وماذا عن تأثير ذلك على بيئة العمل؟
وجدت الدراسة أن مكافأة الإطراء لا تؤثر على صورة القائد فحسب، بل تمتد لتؤثر على العدالة التنظيمية و ثقة الموظفين. فعندما يرى الموظفون أن الترقيات والمكافآت تُمنح بناءً على التملّق وليس على الكفاءة، فإنهم يفقدون دافعهم للإجتهاد ويصبحون أقل التزامًا بمهامهم.
هل يعني ذلك أن على القادة تجاهل الإطراء تمامًا؟
لا شك أن الإطراء الصادق له تأثيرٌ إيجابيٌ على بيئة العمل، لكن على القادة أن يكونوا أكثر وعيًا بالدوافع الخفية وراءه. فبدلاً من منح المزايا بشكلٍ عشوائي، يمكنهم مكافأة الموظفين على أدائهم المتميز وإنجازاتهم الحقيقية.
في الختام، تُسلّط هذه الدراسة الضوء على أهمية الوعي بالتلاعبات النفسية في بيئة العمل، وتُؤكّد على ضرورة بناء ثقافة تُقدّر الكفاءة والنزاهة قبل كل شيء.