إدمان الإنترنت يرتبط بتغيرات في الاتصال بين خلايا المخ لدى المراهقين
هل يُعيد إدمان الإنترنت تشكيل أدمغة المراهقين؟
يشهد العالم اليوم قلقًا متزايدًا حول الاستخدام المفرط للإنترنت، خاصةً بين فئة المراهقين. وقد سلطت دراسة حديثة نُشرت في مجلة بلوس للصحة العقلية الضوء على العلاقة بين هذا الإفراط والتغيرات التي تطرأ على أدمغة المراهقين في طور نموها.
أشارت الدراسة، التي استندت إلى مراجعة وتحليل العديد من الأبحاث السابقة، إلى وجود ارتباط وثيق بين إدمان الإنترنت وتغيّر الاتصال الوظيفي في شبكات دماغية متعددة لدى المراهقين.
تُعد مرحلة المراهقة فترة حاسمة في حياة الإنسان، حيث تشهد تغيرات بيولوجية ونفسية واجتماعية هائلة. ونظرًا لمرونة الخلايا العصبية وسلوك المخاطرة الذي يميّز هذه المرحلة، فإن فهم كيفية تأثير الاستخدام المفرط للإنترنت على التواصل بين مناطق الدماغ المختلفة قد يوفر لنا رؤى قيمة تساعدنا على تطوير استراتيجيات فعّالة للوقاية من إدمان الإنترنت وعلاجه.
وللإجابة على سؤال “كيف يؤثر إدمان الإنترنت على الاتصال الوظيفي في دماغ المراهق؟”، أجرى الباحثون تحليلًا تلويًا جمعوا فيه بيانات من عدة دراسات سابقة لاستخلاص فهم أشمل وأعمق.
وقد أظهرت نتائج التحليل التلوي وجود علاقة بين إدمان الإنترنت وتغيّر الاتصال في شبكة الوضع الافتراضي وشبكة المكافأة في الدماغ.
فقد لوحظ حدوث زيادة ونقصان في الاتصال الوظيفي في شبكة الوضع الافتراضي، والتي تلعب دورًا هامًا في عمليات الإدراك الذاتي والانتباه. كما لوحظت زيادة في الاتصال في مناطق الدماغ المرتبطة بنظام المكافأة، مثل النواة المتكئة والنواة المذنبة، مما يشير إلى زيادة الشعور بالمكافأة عند التعرض للمحفزات المرتبطة بالإنترنت.
أما شبكة التحكم التنفيذي، والتي تُعد ضرورية للوظائف الإدراكية مثل ضبط النفس وتنظيم العواطف، فقد أظهرت انخفاضًا ملحوظًا في الاتصال الوظيفي لديها. وقد فسّر الخبراء هذا الانخفاض بأنه قد يساهم في الاستخدام القسري للإنترنت، حتى في مواجهة العواقب السلبية.
وفي الختام، تؤكد هذه الدراسة على أهمية التوعية بمخاطر الاستخدام المفرط للإنترنت، خاصةً بين المراهقين، وتدعو إلى ضرورة تطوير برامج وقائية وعلاجية فعّالة لمعالجة هذه المشكلة المتزايدة.
هل يُعيد إدمان الإنترنت تشكيل أدمغة المراهقين؟
تُسلط دراسة حديثة الضوء على تغيرات مقلقة في اتصال الدماغ لدى المراهقين المُفرطين في استخدام الإنترنت، مُشبّهةً إياها بأنماطٍ تُرى في حالات الإدمان الأخرى.
أشارت مراجعة منهجية حديثة للدراسات، نُشرت في دورية PLOS ONE، إلى وجود علاقة بين الاستخدام المُفرط للإنترنت لدى المراهقين وتغيرات في الاتصال الوظيفي لأدمغتهم. وركّزت الدراسة على ظاهرتي “انخفاض الاتصال البنيوي” و “التباين الجزئي” في مناطق الدماغ المسؤولة عن التحكم الإدراكي واتخاذ القرارات، وهي تغيرات تُلاحظ أيضًا في حالات الإدمان على المواد المخدرة والقمار.
وتُشير هذه النتائج إلى أن المراهقين الذين يُعانون من الاستخدام المُفرط للإنترنت قد يُواجهون صعوبة في إدارة انتباههم والتحكم في استجاباتهم للمُحفزات الإلكترونية، مما يُؤثر سلبًا على أدائهم الأكاديمي والاجتماعي.
وعلى الرغم من أهمية هذه الدراسة، إلا أن هناك حاجةً إلى مزيد من البحث لتأكيد هذه النتائج وتحديد ما إذا كانت هذه التغيرات في الدماغ ناتجة عن الاستخدام المُفرط للإنترنت أم أنها عوامل مُسببة له.
التشابه مع أنماط الإدمان الأخرى:
تُقدم هذه الدراسة دليلًا إضافيًا على أوجه التشابه بين إدمان الإنترنت وأنواع أخرى من الإدمان السلوكي وإدمان المواد. فزيادة الاتصال في مناطق مُحددة من الدماغ وانخفاضه في مناطق أخرى، هي أنماط شائعة تُلاحظ في العديد من حالات الإدمان، مما يُشير إلى أن آليات عصبية مُتشابهة قد تكون وراء هذه السلوكيات.
قيود الدراسة:
من المهم الإشارة إلى أن هذه الدراسة لا تخلو من القيود. فالدراسات التي شملتها المراجعة أُجريت في الغالب على عينات صغيرة من المراهقين في دول آسيوية، مما يحد من تعميم نتائجها على فئات سكانية أخرى.
التوعية ضرورية:
على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث، إلا أن هذه الدراسة تُسلط الضوء على أهمية التوعية بمخاطر الاستخدام المُفرط للإنترنت، خاصةً بين المراهقين. فمن الضروري تشجيعهم على تبني عادات صحية لاستخدام الإنترنت، وتوفير الدعم النفسي لهم عند الحاجة.
لمزيد من المعلومات:
يمكنكم الاطلاع على الدراسة الأصلية عبر الرابط التالي: https://doi.org/10.1371/journal.pmen.0000022