أعراض القلق ، أسبابه و طرق علاجه
تعتبر أعراض القلق Anxiety أكثر الأعراض شيوعا لدى البشر خاصة في عصرنا الحالي الذي يطلق عليه الكثيرون”عصر القلق“. والأرقام تشير إلى أن المرضى الذين يترددون على عيادات الأطباء من مختلف التخصصات غير الطب النفسي توجد منهم نسبة لا تقل عن ثلث لهذه حالات أصلها القلق النفسي. الذي يسبب لهم أعراض مرضية متنوعة، فهو حالة نفسية تنطوي على مشاعر بغيظة مشابهة للخوف، تصدر بدون تهديد خارجي واضح، ويصاحبها اضطرابات فسيولوجية مختلف .
أعراض القلق :
اعراض القلق النفسي
أعراض القلق الجسمية :
أ- أعراض مرتبطة بالجهاز الدوري للقلب : زيادة لسرعة كل من دقات القلب والنبض ، ألام عضلية في الناحية اليسرى من الصدر، إرتفاع في ضغط الدم.
ب- أعراض مرتبطة بالجهاز الهضمي : فقدان الشهية أو عسر الهضم ،وصعوبات البلع والشعور بغصة في الحلق والانتفاخ،أحيانا الغثيان والقيء أو الإسهال أو الإمساك ونوبات القيء التي تتكرر كلما تعرض الفرد لانفعالات معينة .
ج – أعراض مرتبطة بالجهاز التنفسي: ضيق الصدر وعدم القدرة على استنشاق الهواء ،سرعة التنفس ،وربما أدت سرعة التنفس إلى طرد ثاني أكسيد الكربون وتغيير حموضة الدم وقلة الكالسيوم النشط في الجسم مما يعر ض الفرد للشعور بتنميل الأطراف وتقلص العضلات والدوار والتشنجات العصبية وربما الإغماء .
د- أعراض متربطة بالجهاز البولي التناسلي: كثرة البول والإحساس بالحاجة لاسيما عند الانفعالات الشديدة وفي المواقف الضاغطة، بالإضافة إلى المقدرة الجنسية .
أعراض القلق النفسية:
نجد منها الشعور بالخوف أو التوجس، أو التوتر الداخلي دون أي سبب ظ اهر أحيانا، أو ضعف القدرة على التركيز الذهني أو سيطرة الأفكار المثيرة إلى الخطر على الساحة الذهنية، والأرق خاصة في الليل، الشك والشعور بالعجز وعدم الإستق .
أسباب القلق :
هناك عدة أسباب للقلق و هي كالتالي:
أسباب وراثية:
أثبتت الدراسات أن القلق ينتقل عبر الوراثة، حيث إفترض أن هناك إضطرابا بيولوجيا أو كيميائيا يسبب المرض. وقد أجريت دراسات إحصائية عن مدى إنتشار الإضطراب بين أقارب المصابين من الناس. ووجد أن إحتمال الإصابة عند ذوي القرابة الوثيقة بإنسان مريض بالحالة أكبر من إحتمال إصابة مما أن لا ترابطهم صلة قرابة من المرضى.وأشارت دراسات التوائم إلى أن هناك ميلا أكبر لإصابة كل من التوأمين بمرض القلق لوكانا توأمين متماثلين أو توأمين متطابقين مما لوكانا توأمين غير متطابقين .
أسباب نفسية:
أثبتت الدراسات النفسية والإكلينكية أن هناك أسباب نفسية تؤدي إلى ظهور القلق، فقد ينتج عن صراع نفسي وقد يكون نتيجة تهديدات ، والخوف .
-الصراع النفسي : هناك ثلاثة أنواع من الصراعات التي تسبب القلق .
صراع يتعلق بالميل أو رغبة في تحقيق هدفين مرغوبين من غير الممكن الجمع أو التوفيق بينهما وغالبا ما يكن اتخاذ القرار صعبا، ويؤدي أحيانا إلى إثارة القلق .
الرغبة في فعل شيء وعد فعله في نفس الوقت، فعلى سبيل المثال، يمكن لشخص أن يدخل في صراع حول إنهاء علاقة رومانسية تبدوا مسدودة، فمن شأن فسخ العلاقة أن يوفر مزيدا من الحرية والفرص، لكن يمكن أن يكون في نفس الوقت إختيارا أليما ومعذبا لكلا الطرفين .
-الخوف: المخاوف يمكن أن تأتي إستجابة لأوضاع متنوعة، فالناس يخافون من الفشل والمستقبل وتحقيق النجاح، المرض، الموت، والوحدة وعذاب الآخر ة وأشياء أخرى حقيقية أو وهمية.
-تهديدات: هي تلك التهديدات التي تأتي من خطر مدرك أو محسوس، تهدد قيمة الفرد كالقلق من رفض الآخرين أو القلق من إحتمال الرسوب في مادة دراسية.
مواقف الحياة الضاغطة :
– الضغوط الحضارية والثقافية والبيئية الحديثة .
– مطالب المدينة المتغيرة(نحن نعيش في عصر القلق ).
– البيئة القلقة المشبعة بعوامل الخوف ومواقف الضغط والوحدة، والحرمان وعدم الأمان .
أسباب جسمية:
يقصد بها تعرض الفرد لبعض الأمراض المزمنة والحادة كالسرطان، وداء السكري، الربو، والقلب، أيضا يمكن أن يحدث القلق بسبب عدم التوازن الغذائي، والخلل في الوظائف العصبية، وعوامل كيميائية داخل الجسم.
علاج القلق :
1- العلاج السلوكي:
يتمثل في تدريب المريض على عملية الإسترخاء، وبعد ذلك نقدم المنبه المثير للقلق بدرجات متفاوتة من الشدة بحيث لا يؤدي إلى القلق والانفعال وإذا لم يتحقق الشفاء قد نضطر إلى استخدام العقاقير المهدئة والصدمات الكهربائية. كما أن السلوكيون يعتمدون في العلاج على طريقة أصبحت من أكثر الطرائق العلاجية السلوكية انتشارا هي إزالة الحساسية، وأدخلها لأول مرة البروفيسور ولب(1958) قائمة على مبدأ إشراطي أسماه الكف المتبادل حيث قام بإحداث إستجابة مضادة للقلق بوجود مثيرات المستدعية له، بحيث تكون مصحوبة بقمع تام أو جزئي لإستجابات القلق، فإن الرابطة بين هذه المثيرات واستجابات القلق ستضعف.
كما أن العلاج السلوكي يتضمن طرائق عديدة من العلاج يشمل وسائل مختلفة، إذ تقوم على أساس الإفتراض بأن الإنسان يتعلم أو يكتسب الإستجابات أو يتعلمها بطريقة شرطية، ومن أشهر هذه الأساليب نجد :
1 – إزالة الحساسية بطريقة منظمة: إن إزالة الحساسية المنظمة تركز على المواجهة التدريجية التي يصحبها الإسترخاء العميق للعضلات ، وتكون المواجهة أولا في الخيال ثم في الواقع فيما بعد .
2 – العلاج بالتعويض أو المواجهة . : أصبح شعار العلاج بالتعويض أو المواجهة ،التصرف الحقيقي المباشر الشديد و الطويل المتكرر الذي لا مهرب منه حي ، ث لاحظ بعض الباحثين أن مواجهة المشكلة كما تحدث في الحياة الواقعية تقلل من الأعراض
3 – المحو أو الإطفاء: ويشتمل المحو على تقليل السلوك تدريجيا من خلال إيقاف التعزيز الذي كان يحافظ على إستمرارية حدوثه في الماضي.
2-العلاج المعرفي:
يقوم هذا العلاج على مناقشة الأفكار غير منطقية لدى المريض ونقدها يقنع من خلاله الفاحص المفحوص بأنها أفكار خاطئة وغير منطقية .وبإعتبارها محور حياته وتعمل هذه الأخيرة على إحداث إضطرابات في الشخصية، ثم إعطاء البديل من أفكار عقلانية منطقية .
3-العلاج الدوائي :
وهنا نعطي المريض العقاقير المنومة والمهدئة في بداية الأمر حيث تعمل على تقليل من التوتر العصبي ثم بعد أن تتم الراحة الجسمية يبدأ العلاج النفسي، أما في حالة القلق الشديد يمكن إعطاء المريض بعض العقاقير وذلك تحت إشراف الطبيب المختص، ومن بين هذه الأدوية نجد(libras, taciline ) ويجب الحرص على إستخدام العقاقير المهدئة وذلك بهدف منع حدوث الإدمان.
4-العلاج الاجتماعي:
يعتمد على إبعاد المريض عن مكان الصراع النفسي وعن مثيرات المسببة لآلامه و إنفعالاته، وكثيرا ما ينصح بتغيير الوسط الاجتماعي والعائلي، كما يمكن مساعدة المجتمع المريض على التغلب على المرض، وإعادة تكيفه من جديد في حياته، من خلال توفير جو مناسب في المنزل يسوده الحب والتفاهم، فهذا يشعره بالارتياح ويحسسه بالأمان ويخفف من شدة الآلام التي يعانيها
5-العلاج الكهربائي:
تشير التجارب إلى أن الصدمات لا تفيد لعلاج القلق النفسي إلا إذا كان مصحوب بأعراض إكتئابية، وهنا سيختفي الإكتئاب والمنبه الكهربائي حيث يفيد أحيانا في الحالات المصحوبة بأعراض جسمية.
6-العلاج التحليلي :
يرى فرويد بأن للقلق أهمية كبيرة في فهم الأعراض المرضية النفسية حيث يقول بأنه ينتج عن الكبت، و يهدف العلاج الفرويدي إلى إخراج ألاشعور المكبوت إلى حيز الشعور لكي يعيه الفرد ويتعامل معه، ولجأ فرويد إلى طريقة التداعي بغية إعادة الذكريات المعذبة إلى ساحة الشعور ، وبتالي الوصول إلى الشفاء.
دواء بسيط للقلق
لا يوجد دواء بسيط و سريع للقلق لكن يجب أن يخصص الفرد لنفسه تمارين و تقنيات مفيدة . ومنها ممارسة التمارين الرياضية بصفة منتظمة ، ممارسة الاسترخاء، والتفكير الإيجابي. و بالإضافة إلى ماسبق ذكره يمكن تناول أدوية مضادة للقلق و هذهالأدوية توصف من طرف الطبيب المتخصص .
– القلق و الخوف:
يصعب التمييز بين القلق والخوف في حالات كثيرة، وذلك بسبب أوجه التشابه بينهما، ويبدوا الشبه واضحا في الجوانب التالية :
– في كل من الخوف والقلق يشعر بوجود خطر يتهدده .
– كل من الخوف والقلق، حالة إنفعالية تنطوي على التوتر والضغط .
– كل منهما يصاحبه عدد من التغيرات الجسمية .
ورغم ذلك يمكننا أن نضع أيدينا على عدة فروق بين القلق والخوف :
– المثير في عدد من أشكال القلق ذاتي وليس له وجود في العالم الخارجي، لذلك يمكن أن الإنسان القلق يخاف
من شيء مجهول لا يدركه ولا يعرف مصدره، أما الخوف فموضوعه موجود في العالم الخارجي .
– حالة القلق مستمرة، والخوف حالة عابرة ومؤقتة.
القلق والتوتر
الفرق بين القلق والتوتر؟
- القلق هو عندما يبدأ الفرد في الاهتمام ويشعر بالألم ومحاولة إيجاد حل ، تصبح المشكلة معقدة.
- ما يجذب الانتباه هو كيف يشعر الشخص بعد الاستقرار ، أو القلق بشأن شيء يجعل الناس يبحثون عن حلول مرارًا وتكرارًا.
- على عكس التوتر ، يستهلك الشخص مجهودًا لا طائل من ورائه ، لأن هذه العملية ليست جيدة للفرد
- القلق يحفز الفرد على البحث عن حل لهذا القلق ، والتوتر لا يحفز الفرد على البحث عن حل ، بل على العودة إلى حيث بدأ.
- التوتر يستهلك الكثير من الطاقة ، والقلق هو طاقة إيجابية.
- القلق يساعدنا على التخطيط.و التوتر يعرقل الخطة .
- التوتر يطمس الرؤية ، بينما القلق يجعل أهدافنا واضحة.
- القلق يحقق الإصرار على حل المشكلة ، بينما التوتر يدفع إلى التخلي عن المشكلة
- التوتر مبالغ فيه ، والقلق غير مبالغ فيه .
- يتركز التوتر حول النفس ، وفي حالة القلق يهتم المرء بالآخرين.